%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B7%D8%A7%D9%81%20%D8%AF%D9%88%D9%86%20%D8%AC%D9%86%D9%8A%20%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D8%A7%D8%A6%D8%AF%20%D9%85%D8%B2%D8%A7%D8%B1%D8%B9%D9%88%20%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%88%D9%84%D8%A7%D9%86%20%D9%8A%D8%AA%D8%AE%D9%88%D9%81%D9%88%D9%86 - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني

القطاف دون جني الفوائد مزارعو الجولان يتخوفون
جاكي خوري – هآرتس
ترجمة: وليد ياسين
منذ خمس سنوات يبيع المزارعون الدروز في الجولان التفاح لسوريا. محصول هذا العام جيد بشكل خاص، ولكن بسبب الاوضاع وراء الحدود، ليس من الواضح إذا كان هناك من سيباع له

بعد يوم متعب في قطف التفاح في البستان الواقع عند سفح جبل الشيخ، كان عادل أبو جبل وزوجته في طريق عودتهم إلى مجدل شمس، الى مخزن التبريد. الجرار المنهك يسير بوتيرة بطيئة، يجر خلفه العربات المليئة بالتفاح - محصول يوم قطاف ناجح. لم يتردد أبو جبل عندما سئل لمن سيبيع تفاحه هذا العام: "نحن لا نبيع، نحن نسوق لبلدنا الأم - دمشق، سوريا، حتى لو كانوا لا يريدون الدفع، فلا يدفعوا، سنعيش على الخضار من الحقول، الاحداث هناك مسألة وقت."
هذا العام تواجه المزارعين علامة استفهام كبيرة – ليس واضحا ما إذا كان بإمكانهم تسويق التفاح في أسواق سوريا في ظل الوضع الذي تواجهه البلاد. هذا هو الموسم الثاني لقطف التفاح منذ بداية الأزمة قبل عام وسبعة أشهر، ولكن في العام الماضي، وبسبب مرض هاجم التفاح، لم يكن هناك تسويق تقريبا، لأن الكميات كانت صغيرة، واتفقت إسرائيل وسوريا على عدم جدوى تفعيل السلطات في كلا الجانبين لنقل البضائع. لكن الوضع يختلف كليا هذا العام - موسم قطف التفاح بدأ الأسبوع الماضي، ويعتبر هذا العام من أخصب السنوات. وحسب المتوقع، ستنتج قرى الجولان لوحدها قرابة 50 ألف طن من التفاح. والكمية التي يفترض انتقالها الى سوريا تفوق 15 ألف طن.

قبل خمس سنوات، بدأ تصدير التفاح الى سوريا – أو تسويقه في دمشق، كما يجب سكان قرى الجولان تسميته- وذلك بالتنسيق بين إسرائيل وسوريا، بوساطة الصليب الأحمر. وتقوم الحكومة السورية بشراء ثلث التفاح، تقريبا، بأسعار مرتفعة، تصل الى دولار واحد للكيلو، وهو سعر يضاهي بنسبة 10-20 % السعر في اسرائيل.
المزارعون وأصحاب المزارع مقتنعون بأن إعطاء الإذن بالتصدير ليس وليد كرم إسرائيلي. "هناك التقاء للمصالح لجميع الأطراف"، يقول بهجت بريك، مدير احد مخازن التبريد. ويضيف: "اسرائيل لا تريد اغراق سوقها بثمارنا، التي يصل حجمها الى 50 ألف طن، تشكل نسبة ثلث الكمية المنتجة في إسرائيل، تقريبا، ومن ناحية أخرى تسعى سوريا الى تعزيز العلاقات مع الجولان وسكانه، ونحن نريد بيع التفاح، ولكن الأمر الأهم هو تعزيز الصلة بالأرض." وحسب ما يدعيه بريك، فان سوريا ليست بحاجة، فعلا، لتفاح الجولان. ويوضح: "المقصود هنا هو نوع من الدعم والإعانة لسكان الجولان. هذا قرار اتخذته الدولة السورية منذ سنوات وهي خطوة مباركة للغاية".

على الرغم من قلق المزارعين، فان بريك مقتنع بانه في غضون أشهر قليلة ستبدأ عملية التسويق كما في السنوات السابقة. "أنا أفهم القلق، ولا أخفي عليك بأن هناك من المزارعين من يعربون عن قلقهم أمامنا، ويتساءلون من يضمن لهم الدفع مقابل التفاح، وهل لا تزال سيادة في دمشق. أنا ومدراء مخازن التبريد الآخرين على اقتناع بأن العملية سوف تتم على الوجه الصحيح. فأولا، لقد تم اجراء الاتصالات الأولية مع المسؤولين في وزارة الزراعة، أو مديرية التجارة، وسنكون على اهبة الاستعداد لنقل البضاعة، إذا لم تطرأ مشاكل تقنية. يجب أن نتذكر أن هناك شبكة متكاملة تعمل على ذلك، وهناك خمس وزارات في إسرائيل على صلة بالموضوع - الدفاع والداخلية والزراعة والمالية، والخارجية "، كما يوضح. اما في الصليب الأحمر فيقولون انهم لم يتلقوا حتى الآن توجها من قبل إسرائيل بشأن تصدير التفاح، وعندما يصل التوجه، سيتم معالجته مع الجهات المختصة في سوريا.
المحادثة مع بريك تنقطع المرة تلو الأخرى، عندما يمر في مكتبه الصغير تيار غير متوقف من أصحاب المزارع والعاملين الذين يحضرون المحصول أو يخططون لليوم التالي. أحد الشباب يطلب الوصول في وقت متأخر فيتم توبيخه: "العمل في القطاف يبدأ في الخامسة صباحا وليس في التاسعة" يؤنبه بريك. "هذا هو ما يقوينا - حب الأرض وحب الجولان"، يقول بريك، " لم يعد الأمر مرتبطا بمن سيقود سوريا، بشار، أو أولئك الذين يسمون أنفسهم معارضة"، يقول ويتابع: "نحن نقول باننا نريد المتاجرة مع الدولة الأم وليس مع هذا الشخص او ذاك".
السوق المحلية، القائمة في المنطقة الممتدة بين مسعدة ومجدل شمس، حيث يلتقي المزارعون وأصحاب المزارع خلال فترة قطاف التفاح والكرز، ليست نابضة بشكل خاص. الرجل الذي جلس عند مدخل أحد المتاجر، وطلب عدم الكشف عن اسمه، وافق على مرافقتنا بجولة في المنطقة، بدأت في البساتين وانتهت في مجمع التعبئة والتبريد. الطريق تلتوي بين البساتين وتقطع مناظر خلابة، في الأعلى يشمخ جبل الشيخ، وعلى جانبي الطريق تنتشر أشجار التفاح الغنية بالفواكه الحمراء والخضراء، بين صفوف الأشجار، يمكن مشاهدة العاملين في القطاف، صغارا وكبارا، رجالا ونساء، يعملون بجد. الجرارات تخرج من البساتين باتجاه مخازن التعبئة والتبريد، حيث تعمل هناك عشرات النساء على تصنيف المحصول قبل تخزينه في الثلاجات. بعض الكراتين تحمل كتابات بالعبرية، والبعض الآخر، وهي كراتين بيضاء ملساء، تحمل اسماء المزارعين باللغة العربية. لا يمكن لك الارتباك وعدم معرفة لأي سوق سيتوجه كل صندوق. مرافقنا يتهرب من مناقشة مسألة التسويق الى سوريا. "ليس هناك شك في أن الأشخاص يشعرون بالقلق ويسألون ما الذي سيحدث، وأنا لست متأكدا من ان هناك من يمكنه تقديم إجابة واضحة. نحن الآن منشغلون بالقطاف، اما ما سيحدث - فالله وحده يعلم."